تربية النفس من أولويات الصالحين و أساسيات ديننا الحنيف
تربية النفس من أولويات الصالحين و أساسيات ديننا الحنيف
مما لا شك فيه أن الإنسان يجعل في أولوياته الحياتية اليومية بحثه عن أفضل الطعام و أشهى الأكلات اللذيذة التي تمتاز بطيب روائحها و عظيم نظافتها فكذلك أيضاً النفس تحتاج إلى التربية المستقيمة الصحيحة و التقويم المتواصل لها وعلى مدار الساعة حتى لا تقع في المحظور ولهذا نجد أن هذه المهمة التي يتوقف عليها مستقبل الفرد و حاضره فلطالما كانت وما تزال النفس تتعرض إلى ضربات موجعة من قبل الشيطان و أعوانه إذاً يجب علينا إعداد خارطة طريق ناجعة تقوم على ترويض النفس و تربيتها وفق المناهج الإسلامية المعدة سلفاً و بما يتلاءم مع معطيات المرحلة الراهنة وما تشهده من تقدم كبير و تطور غير مسبوق و خاصة في وسائل إدارة الحياة و كذلك القفزة النوعية التي أحدثتها مظاهر التكنولوجيا الحديثة وما ساهمت به من نقل المجتمعات الإنسانية إلى عالم جديد من التقنيات و الحداثة المعلوماتية فبات كل شيء سهل المنال و لا يحتاج إلى المؤونة المتعبة و بذلك تكون تربية النفس من الطرق السهلة على كل مسلم يسعى للفوز بنعيم الجنان و القرب من الرحمة الإلهية و لذلك نرى أن ديننا الحنيف و بمختلف الأساليب و الإمكانيات المتاحة حاول و لا يزال يحاول إلى تقديم السبل الكفيلة بتربية النفس و ترويض و بالشكل الصحيح و بما يخدم الإنسان و يجعله يسير في الطريق الأمثل وصولاً لتحقيق الغاية الأسمى في قيام العبودية الخالصة للسماء و تطبيقها على أرض الواقع فنجد أن الشريعة السمحاء قد طرحت عدة مقدمات لتربية النفس منها الأعمال العبادية من صلاة و صوم وما شابه ذلك ، فالعبد الصالح عندما يكون – مثلاً و ليس على سبيل الحصر – راكعاً ساجداً لله سبحانه و تعالى و يتضرع بين يديه فهو يضع قدماً في المسار الصحيح الذي رسمته له السماء فقد نقل عن المتقدمين أن أجمل لحظات الإنسان العابد عندما يكون ساجداً خاشعاً متضرعاً يقر للخالق بكل شيء و يشرح صدره لربه الرحيم الغفور فتلك و الله من أجمل اللحظات و أعظم المنازل التي تكون مدعاة للفخر و الاعتزاز و الإنسان يرى نفسه تتربى وفق منظور السماء و تشريعاتها المقدسة وهذا مما دعا إليه المعلم الأستاذ الصرخي الحسني في العديد من المواضع و المناسبات ومنها ما جاء له من كلام في مؤلفه المنهاج الواضح باب الصلاة حيث يقول : (( يجب على كل إنسان أن يربي نفسه وشخصيته ويروضها عملياً على التحرر من العجب والكبر، والتخلق بأخلاق المتواضعين بمخالطة الفقراء والبسطاء ومبادرتهم بالسلام ومواكلتهم وإجابة دعوتهم وغير هذا من أخلاق أهل بيت العصمة (عليهم السلام ومما لا يخفى أن أفعال الصلاة من أوضح مصاديق ووسائل تربية النفس على التواضع لأنها ممارسة ومنهج يومي متكرر يفرض على المصلي التواضع بأجلى صورة، حيث الوقوف بين يدي الله عز وجل بذلة وسكينة وأدب ، ويزداد تواضعا وذلة عندما ينحني للركوع تعظيماً لله تعالى )) .
بقلم // احمد الخالدي
Ahmad.alkaldy2000@gmail.com