مئتين جمعية خيرية في الزرقاء والفقر بازدياد
كتب الدكتور ماجد الخضري
سناء واحدة من عشرات النساء اللواتي امتهن التسول في وسط مدينة الزرقاء المكتظ بالمحلات التجارية والمتسوقين وعلى الرغم من وجود مئة وخمس وسبعين جمعية خيرية في الزرقاء وحملات مستمرة لمديرية التنمية الاجتماعية الا ان المتسولين والمتسولات ما زالوا يتواجدون في العديد من شوارع الوسط التجاري وخصوصا في شارع الملك حسين وشارع شاكر.
ويشكو محمد عارف – احد تجار الوسط التجاري- كغيره من التجار وابناء المحافظة من انتشار المتسولين والفقراء في وسط المدينة ويطالب الهيئات التطوعية والخيرية وابناء الزرقاء بمزيد من الجهود من اجل الحد من ظاهرة الفقر والبطالة التي انتشرت في الاوانة الاخيرة بصورة غير مسبوقة ويقول بأن الكثير من هؤلاء ليسوا أردنيين.
ويرى احمد سعدات – تاجر – بأن الجهات الحكومية والتطوعية مقصرة في معالجة مشكلة الفقر في محافظة الزرقاء ويستغرب وجود عدد كبير من الجمعيات الخيرية دون ان تقدم هذه الجمعيات المساعدات اللازمة لابناء الزرقاء ويطالب بضرورة حل الجمعيات غير الفاعلة والابقاء على الجمعيات الفاعلة فلربما الازدحام يعيق الحركة ويقول لا بد من دور اكثر فاعلية لوزارة التنمية الاجتماعية في موضوع محاربة الفقر والحد من ازدياد ظاهرة التسول.
ويشكو محمد الجمزاوي من التواجد المستمر للمتسولين والمشردين بالقرب من محله في نفق الزرقاء ويقول بأن تواجد اعداد كبيرة من المتسولين يحتاج الى وقفة من المجتمع المحلي والجهات المختصة والمسؤولة، ويقول بأن نسبة المتسولين والفقراء ازدادت خلال السنوات الاخيرة مع قدوم موجات من الدول المجاورة وبسبب الكساد الاقتصادي الكبير وطالب الدولة بوضع خطط من اجل حل مشكلتهم.
وقال مصدر في وزارة التنمية في الزرقاء «إن وجود عدد كبير من الجمعيات المسجلة في الزرقاء يجب ان يكون له انعكاس ايجابي على جميع فئات المجتمع خصوصا وان كثيرا منها متخصصة»، منوها ان الجمعية التي لا تجد في نفسها الكفاءة لتقديم الخدمات المطلوبة لافراد مجتمعها يجب ان تعيد النظر بأسلوب عملها لتغيير نهجها بما يتماشى مع نظامها الاساسي وقانون الجمعيات، وبالتالي يجب افساح المجال لجمعيات اكثر نشاطا لتقوم بدورها على اكمل وجه، مشيرا ان المديرية عقدت دورات وورش عمل تستهدف القائمين على الجمعيات بهدف بناء ورفع قدراتهم ليقوموا بعملهم على اكمل وجه.
وبين ان المديرية بدأت بحملة تفتيشية على الجمعيات الخيرية، وتم اكتشاف مخالفات في بعض الجمعيات وتوجيه عقوبة الانذار لها.
وقال ان فريقا متخصصا من موظفي المديرية بدأ بالتدقيق على سجلات الجمعيات المالية والادارية للتحقق من اداء الجمعيات والتزامها بالقوانين والانظمة المعمول بها، مشيرا انه تم تشكيل هيئات ادارية مؤقتة لعدد من الجمعيات لمدة ستين يوما لتصويب اوضاعها، والتنسيب بحل عدد اخر لعدم التزامها بنظامها الاساسي وعدم تفعيل دورها في المجتمع، حيث ان بعضها لم يمارس أي نشاط منذ تسجيله او منذ سنة على الاقل، ما يخالف ما جاء بقانون الجمعيات النافذ والمعمول به.
واكد، ان المديرية ستستمر بزيارة الجمعيات المسجلة والعاملة في قصبة الزرقاء والبالغ عددها (157) جمعية والتدقيق على سجلاتها الادارية والمالية للتأكد من مدى التزامها بتحقيق اهدافها حسب النظام الاساسي لكل جمعية وبما يتوافق مع قانون الجمعيات، داعيا الجمعيات وبما فيها اتحاد الجمعيات في الزرقاء ضرورة تفعيل دورها في المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة ولتبقى ذراعا للتنمية الاجتماعية في الميدان.
وبين بأن حملات مديرية التنمية على المتسولين مستمرة وعلى مدار الساعة وان المديرية تضبط العشرات اسبوعيا ولكن المشكلة بأن هناك من يخبر هؤلاء المتسولين عندما نتحرك للقبض عليهم.
واكد بأن هناك عصابات تسيطر على حركة المتسولين وان المديرية لا تتهاون مع من يتم القبض عليهم سواء كانوا اردنيي الجنسية ام عربا.