وجّه المعلّم الدكتور فراس الشياب رسالة إلى وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز دعاه فيها إلى مراجعة ملفّ “أنصبة المعلمين”، والعمل على معالجة أوجه الخلل بما ينهض بواقع العملية التعليمية ومخرجاتها.
وأضاف الشياب في الرسالة التي وصلت الاردن 24 إن نصاب المعلم حسب التعليمات هو 24 حصة أسبوعيا، وهذا دون النظر إلى الواجبات المكتبية الموكولة إليه من تحضير وادخال للعلامات وتنظيم أمور الحضور والغياب، والتصحيح أو الوظائف الأخرى مثل المناوبة الاسبوعية.
ودعت الرسالة الوزير الرزاز إلى احتساب وقت المعلم المكتبي لتجهيز الحصة أو متابعتها جزءا من عمله ونصابه الاسبوعي، وبواقع ثمانية حصص أسبوعيا تشمل المناوبة والتصحيح وادخال العلامات والتحضير للحصص واستقبال الطلبة.
ولفت المعلم الشياب إلى أن اهمال هذا المطلب يعني فعليا أن نصاب المعلم يصبح (24 + 8)، أي أن “المعلم يعود إلى بيته أشبه بالجنازة”.
كما طالب الشياب في رسالته الوزير الرزاز إلى خفض ساعات الدوام وتحديده بالساعة الثانية ظهرا، أو أن يكون الحدّ الأقصى لعدد الحصص اليومي لكلّ صفّ هو ستّ حصص.
وتاليا نصّ الرسالة:
معالي وزير التربية د عمر الرزاز المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استبشرنا بكم خيرا ولا زلنا ونتأمل بكم ومنكم كل خير ونبتعد عن التصعيد الذي لا نريده ولا نحبه
معالي الوزير في بداية العام الماضي خرج الطلاب من صفوفهم للشارع رفضا للدوام الطويل كما انتفض المعلمون من النصاب الكبير حيث تنص التعليمات على ان نصاب الاستاذ في التربية ٢٤ حصة او ساعة اسبوعيا دون اعتبار للامور المكتبية للمعلم كالتحضير وادخال العلامات والغياب والتصحيح او الوظائف الاخرى مثل المناوبة الاسبوعية ليقوم بدور الشرطي والمراقب والقاضي بين الطلاب
ما نطلبه من معاليك هو احتساب وقت المعلم المكتبي لتجهيز الحصة او متابعتها جزءا من عمله ومن نصابه الاسبوعي لضمان سلامة المعلم صحيا ونفسيا
فاذا احتسبنا كل يوم معدل حصة على الاقل لتحضير الدروس وتجهيز الامور الورقية او الوسائل بما يعني انه يقضي كل اسبوع ٥ حصص على الاقل لهذه الغاية
فاذا اضفنا يوم المناوبة من استقبال الطلاب ومتابعة دخولهم وحركتهم خلال وقت الاستراحة وما بين الحصص مما يعني عدم قدرته على الجلوس يومه ذاك ليرتاح مما يعني مهمة اضافية ونفسية وجسمية تعادل حصتين اسبوعيا
واذا اضفنا حصة لادخال العلامات وتصحيح الاوراق والدفاتر وتربية الصف بمعدل حصة اسبوعيا
فاذا جمعنا الحصص الممهدة لدخول الاستاذ والمتابعة لدخوله وجدنا ان الاستاذ يقضي ٨ – ١٠ حصص اسبوعيا خارج الصف الدراسي على اقل تقدير
فاذا احتسبنا هذه الحصص والاوقات من نصابه وخصم هذا القدر من نصابه التدريسي الاسبوعي نجد (٢٤-٨=١٦) فيتبقى ١٦ حصة نصاب المعلم الاسبوعي اي بما يعني معدل ٣ حصص يومية يدخل فيها على الطالب للتدريس وهذا يبقى ضمن الحد المعقول المحتمل بما يضمن سلامة صحة الاستاذ وقدرته على المتابعة للامور الاخرى واستمراريته
اما اذا تم اهمال الامر وبقيت الوزارة مصرة على عدم احتساب الساعات المكتبية جزءا من نصابه فهذا يعني( ٢٤+٨=٣٢ حصة) بمعدل ٦.٥ حصة يوميا . بمعنى ان الاستاذ سيعود للبيت شبه جنازة وذلك كل يوم فاذا ما تراكمت الامور مرض الاستاذ وغاب والقى بحمله على زملاءه الاخرين او غاب كثيرون لمرضهم لنفس السبب فماذا سيحصل بالتدريس؟ وكذلك المقرر ؟!
نطالب معاليكم باحتساب عمل المدرس المكتبي جزءا من نصابه بحيث لا يتعدى نصاب المعلم من حصص التدريس الصفية ١٦ حصة اسبوعية
كذلك قامت الوزارة بزيادة حصص بعض المواد بدون حاجة بحيث اصبحت حصص الاساسي ٧ والتوجيهي ٤ للغة العربية بحيث صار الاستاذ يدخل على الطالب مرتين في اليوم الواحد احيانا مما يعني وجود حالة نفسية سلبية لدى الطالب وخاصة مع عدم وجود حاجة حقيقة لصغر حجم المقرر الدراسي
وهذا بدوره ساهم في زيادة عدد الحصص الاسبوعية على الاستاذ والطالب
نطالب بجعل نصاب اللغة العربية الاسبوعية للمرحلة الاساسية ٥ حصص والثانوي ٣ حصص
كذلك نطالب بالغاء دوام الطلاب الطويل لان الطالب بالكاد يستوعب بعد الحصة الخامسة فكيف تريده ان يبقى للثامنة يوميا؟! كما ان كثيرا من المدارس غير مجهزة كبيئة تدريسية لبقاء الطالب الطويل
وهذا بدوره يلقي على الوالدين كلف مالية زائدة لأن الطالب سيحتاج لوجبة غداء ولو خفيفة وهذا ما لا يتوفر مثله في عامة المدارس وهي غير مجهزة لذلك
نطالب بجعل الدوام لا يزيد عن الساعة الثانية ظهرا او ست حصص يوميا
كنت أتمنى ان تكون اللجنة المكلفة أكثر حرفية واكثر ادراكا لواقع المدارس الحكومية قبل ان تزيد النصاب المرهق والقاتل للمدرس والمؤلم للطالب
يمكن للوزارة ان تعين اساتذة اضافيين للقيام بالعبء التدريسي لا ان ترهق المدرس رغبة منها في الاقتصاد في النفقة وعدم التعيين.
كما اضطرت الوزارة المعلمين لاستكمال الانصبة ان يقوم معلمو العلوم مثلا ان يدرسوا كل مباحث العلوم من غير تخصص منهم وهذا بدوره يضعف مخرجات التعليم فكيف مثلا لمعلم الكيمياء مثلا ان يدرس علوم الارض او الفيزياء او الرياضيات بكفاءة المعلم المتخصص في مادته؟! ثم تخرج النتائج غير مرضية ونقوم بالقاء اللوم على الطالب والمعلم وتعفي الوزارة نفسها من المسؤولية وهي التي استكملت نصاب المعلم التدريسي بغير تخصصه. ومثل ذلك مدرسو العربي والدين والاجتماعيات تعامل كالعلوم كوحدة واحدة ويخرج لنا من يشتكي ضعف الطالب باللغة العربية
نطالب ان يقوم كل معلم بتدريس تخصصه فقط
للأسف أقول: هذه اللجنة لم تقم بواجب النصح لمعالي وزير التربية؟! ونشعر انها ارادت احراج معالي الوزير والدفع بنتائج التعليم نحو الهاوية
معالي الوزير استبشرنا بكم خيرا بانفتاحكم وقبول الملاحظات راجين ان تجد هذه الملاحظات اذانا مصغية لديكم.
واقبلوا الاحترام
د.فراس علي السيد الشياب
مدرس دين ولغة عربية
مدرسة عمر اللافي .. بني عبيد .. اربد