قال وزير الداخلية غالب الزعبي الذي يرأس الوفد الاردني المشارك في اعمال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة بتونس امس الاربعاء ان اعمال الدورة تنعقد هذا العام في ظل تحديات استثنائية تواجه امتنا العربية حيث تشهد اجزاء من دولنا ظروفا امنية مضطربة واوضاعا انسانية واقتصادية صعبة تصاعدت معها وتيرة الارهاب وانتشار السلاح والاتجار بالمخدرات وهجرة المدنيين ما ادى لارتفاع معدلات الجريمة واختلاف انماطها.
وجدد الزعبي التأكيد على ان الارهاب من اصعب التحديات التي تواجه مسيرتنا وأخطرها كونه اصبح ظاهرة دولية، مشيرا الى ان الاعمال الارهابية والافكار الهدامة التي استباحت مقدساتنا الدينية، باتت تستهدف تقويض قيم الحضارة والثقافة ومقومات التنمية في دولنا.
وتابع’فالإرهاب الذي نشهده اليوم والذي يغذيه خطاب التطرف المقيت والطائفية البغيضة اصبح فكرا وممارسة لأشخاص وجماعات استفادت من غياب الامن والاستقرار في بعض اجزاء دولنا العربية ومن تطور الوسائل التقنية والتكنولوجية، فاختلفت الاساليب وتنوعت الغايات لتشكل خطرا حقيقيا يهددنا جميعا’.
ورأى الزعبي ان مواجهة الارهاب تتطلب جهودا استثنائية على الصعيدين العربي والدولي من خلال ايجاد حلول سريعة للصراعات الاقليمية والحروب الاهلية والطائفية والعمل على محاربة جميع اشكال الارهاب وتجفيف منابعه ومصادر تمويله وصد كل محاولات انتشاره.
وشدد على ان الاردن وبالرغم من تعرضنا لعدد من العمليات الارهابية الجبانة التي حاولت النيل من استقرارنا الا انها زادتنا اصرارا وتحديا على التعامل مع الارهاب بكل جدية وحزم ووفق امكانياتنا المتاحة بالرغم من تداعيات الظروف الامنية والسياسية والانسانية التي تحيط بنا حيث تمكنت اجهزتنا الامنية من تحقيق نجاحات كبيرة من خلال المساعي الجادة لمحاربة التنظيمات الارهابية وملاحقتها اينما وجدت.
واوضح ان الحكومة الاردنية وضعت خطة وطنية شاملة لمواجهة الارهاب وتحصين المجتمع ضد مخاطر التطرف بتضافر جهود كافة المؤسسات الرسمية والمدنية لتنفيذها ومتابعتها، والعمل جار على تعديل قانون منع الارهاب بما يعزز المنظومة الامنية في مواجهة الارهاب وتتبع الاشخاص المشتبه بهم في ارتكاب او محاولة ارتكاب اعمال إرهابية.واعاد الزعبي التأكيد على ادانة الاردن لجميع الاعمال الارهابية التي تعرضت لها بعض الدول العربية الشقيقة وتأييد كافة الاجراءات المتخذة من قبل هذه الدول لضمان امنها واستقرارها.
وقال ان مجلس وزراء الداخلية العرب استطاع عبر سنوات عمله انطلاقا من استشعاره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، ان يكافح مختلف صور الجريمة سعيا منه لتحقيق الامن العربي، كما حقق الكثير من الاهداف والانجازات ليكون أنموذجا متقدما في مجالات العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب والاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية والخطط المرحلية لتنفيذها.