هذه قصة لشاعر من اهل البادية وقعت عام 1406هـ – اعداد ثامر الفايز
هذه قصة لشاعر من اهل البادية وقعت عام 1406هـ
اعداد – الاستاذ ثامر ملوح الفايز
هذه قصة لشاعر من اهل البادية وقعت عام 1406هـ في منطقة القصيم وكان هذا الشاعر مريض بالحمّى وكان في الفراش لايستطيع الخروج منه من شدة مابه وكان له طفل اسمه فهد يبلغ من العمر سنة وثمانية أشهر وكان الطفل يبكي لمدة اكثر من ساعة مستمرة وينادي والده بطريقته الطفولية وكان والده يسمعه ولايستطيع اجابته من شدة التعب رغم وجوده في بيت الشعر بالرفّه (المجلس)بجوار الخيمة التي ينادي منها الطفل وكانت والدته تمنعه الذهاب لوالده لكي لايزعجه وهو مريض ولكن حينما بدأت الوالده في صلاة المغرب جاءت الفرصة للطفل بالخروج من الخيمة والذهاب لوالده وبعد ماشاهد والده ذهب مسرعاً وانطوى عليه فرحاً به ثم بدأ بالكف عن البكاء واستقر بجوار والده ثم نام قرير العين مما جعل والده تذرف عينه من الدمع على موقف ابنه وجعله يتذكر فضل وجود الوالدين الذي فقده هذا الوالد وهاضت قريحته قائلاً :
ذكرتني يافهيد حب الحبيبين
أبوي وأمٍ مالحقنا جزاها
ذكرتني يانور عيني بغالين
روحي عليهم يجبر الله عزاها
البارحة يوم أنت واقف تنادين
خليت عيني ينثر الموق ماها
خليت دمع العين يجري من العين
من فوق وجناتي نزيفٍ كساها
دمعات عيني كل ليلة اساقين
لاشك ماينفع عيوني بكاها
نبكي عليهم من قلوبٍ محازين
والقلب لوعات الفراق اشتكاها
نشكي على الله ماعلى الناس شاكين
اللي رفع سبعٍ وسبعٍ دحاها
يافهيد بامر الله على الخلق راضين
اللي على غيره حكم في فناها
وقارنت في حبي لكم حب الاثنين
يابِعْد عنكم يافهد مستواها
ابوي ياخذ بي على المتن يومين
ويلحق بي العزبات بأقصى ضماها
يمشي بنا الوالد على اقدام رجلين
ومن شاننا روس الافاعي وطاها
ولاصار مابالبيت شيٍ يغذين
ارواحنا درّ العشاير غذاها
كم ليلةٍ نشبع يباتون مقوين
وتترك لنا الام الحنونه عشاها
علي يامظنون عيني لهم دين
ماتو ونفسي مالحقت به مناها
حقٍ علينا نجزي الزين بالزين
يجزى راع الحسنى بحسنى كماها
البِرّ ماهو بس لاصار حيين
لو انّهم بلحودها في رجاها
مادامنا يافهيد بالوجد حيين
مانسى حقوق اللي حقوقي عطاها
وجدي عليهم مير مافي يدي شين
احكام رب البيت فينا قضاها
لو انتصور يافهد مابها زين
دنياك عفنا يافهد ماوراها
خانت هل الطاعات هم والسلاطين
خوّانةٍ ماعاد تِحمى حماها
ماكنّهم داجو على القاع ماشين
ولاتقل داجو يافهد في وطاها
جرّتهم الدنيا على العسر واللين
وغصبٍ على القاسي يلين لقساها
عندي قريب وكنّهم من ورى الصين
وياقريبهم يافهيد لو هم وراها
في ماقعٍ مايقتضيبه راع الديْن
لاشاف به خصمه حقوقه نساها
الموت سنة والبشر فيه دارِين
نفسٍ تموت ونفس مقبل سراها
شيٍ وكاد وما مضى له براهين
من خلقة آدم لين تطوى سماها
يالله ياقابل صلاة المصلين
يامنزل الحكمة على من تلاها
علّام مايخفى وعلّام مايبين
يامن جميع الخلق عينك تراها
يامن خلقت آدم وحوّا من الطين
وجمعتهم عقب الفراق ولقاها
يارب باعدّال ميل الموازين
يامنزلٍ سورة تبارك وطاها
يامنزلٍ سورة تبارك وياسين
على النبي الهاشميّ وقراها
على النبي سيّد جميع النبيين
اللي جميع الخلق هو مصطفاها
تجعل لهم في جنة الخلد تأمين
وانك تذرّي والدَيّ بذراها
وامواتنا واموات كل المسلمين
ارواحهم جعل النعايم اغطاها
الشاعر / جازي بن مرجي السليمي الحربي