مكر اليهود والحرائق والتهويد /الكاتب الشريف: محمد خليل الشريف
مكر اليهود والحرائق والتهويد
الكاتب الشريف: محمد خليل الشريف
ﻻ يستطيع احد من البشر ان ينكر أو يتغلب على مكر اليهود لما عرف عنهم من خبث ومكر ودهاء حتى وصل بهم اﻷمر الى قتل اﻷنبياء والرسل وتكذيبهم ،وبعد ان عاثوا في ارض الله الواسعه فسادا وغشا وزرع الفتن في الدول التي إحتضنتهم كان ﻻبد لهذه الدول للتخلص منهم ومن مكرهم وفسادهم ،وبمكرهم إستطاعوا إقامة كيانهم على ارض فلسطين بمساعدة هذه الدول وخاصة بريطانيا بحجج تلمودية دينية كاذبه إﻻ ان السبب الحقيقي كان ماتتمتع به فلسطين من موقع جغرافي يربط القارات آسيا وافريقيا وأوروبا ببعضها وموقعها في وسط اﻷمة العربيه لتحقيق حلمهم باسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ،أي بمعنى ان فلسطين نقطة إرتكاز تستطيع الحركة الصهيونيه اﻷنطﻻق منها للسيطرة على من حولها .
ومنذ إقامة كيانهم عملوا على طمس كل ماهو عربي من هدم للقرى الفلسطينيه بعد ترحيل أهلها ولم تسلم منهم حتى المساجد والمقابر بما لها من حرمة دينية وأخﻻقيه وكان هذا تنفيذا لتوصية هرتزل مؤسس الحركة الصهيونيه التي جاء فيها يجب هدم وإزالة كل ماهو إسﻻمي أو مسيحي عن ارض فلسطين ،وقد عمل الكيان الصهيوني منذ فيامه على تنفيذ مخططه ضمن حلقات متصله وحسب ماوضع لها من سيناريو مدروس بعنايه ودهاء شديدين ،وﻻ مجال هنا لسرد ماقاموا به منذ بداية وصولهم الى فلسطين وقيام كيانهم حتى ماسمي بنكسة ٦٧ أو حرب ٥ حزيران ١٩٦٧ حيث كانوا يقومون به سرا يساعدهم على ذلك التعتيم اﻷعﻻمي ،ولكن بعد النكسه ومن مركز القوه اصبحت اعمالهم علنا وعبر اﻷعﻻم صوتا وصوره وكانت الحلقه اﻷولى التي قاموا بتفريغها هي ضم القدس الشرقية المحتله وإعﻻن القدس الموحده عاصمة لكيانهم ثم قاموا بتفريغ الحلقة الثانيه وهي إحراق المسجد اﻷفصى ١٩٦٩ وكان تفريغ هذه الحلقه إختبار لﻷمة العربيه والمسلمين جميعا وقد قالت العجوز الشمطاء جولدامائير رئيسة وزرائهم مقولتخا المشهوره ( …… وقتها علمت وأيقنت اننا أمام أمة نائمه ) .
أدرك الكيان اﻷسرائيلي فعﻻ أن أمة العرب واﻷسﻻم تغط في نوم عميق لتزداد بعدها عمليات الحفر تحت المسجد اﻷقصى علنا متزامنه مع عمليات طرد المقدسيين وهدم البيوت التي لم تستطع اﻷستيﻻء عليها مع تغيير معالم المدينه بتغيير اسماء ااشوارع واﻷحياء وكل اﻷسماء العربية الى العبريه .
بهذا ادرك الصهاينه بأنه ﻻبد من إفراغ الحلقة اﻷهم من مخططهم باﻷتغاق مع الدول العربيه بما يسمى آتفاقيات ومعاهدات السﻻم مع وإن كانت معاهدات ذل وعار لهذه الدول لتبدأ بمصر رأس الهرم العربي وزمز قوته باتفاق كامب ديفيد ثم سحب البساط من تحت أقدام منظمة التحرير الفلسطينيه واستبدالها بسلطة تلبي طلباتهم ضمن نفق المفاوضات المظلم حسب اتفاق أوسلو ثم كان إتفاق وادي عربه مع اﻷردن ،عندها انفرط العقد العربي وتناثرت مكوناته بعد سقوط العراق في يد الصهيونيه اﻷمريكيه لتعم النيران والحروب بما فيها من دماء وقتل وتدمير وتشريد وتصل اﻷمة العربيه الى ماهي عليه اليوم ،في هذه الفتره أصبح الكيان اﻷسرائيلي دولة صديقه لبعض اﻷنظمة العربيه ودولة شقيقه للبعض اﻵخر حسب المعاهدات واﻷتفاقيات المبرمه معها وأصبحت هذه اﻷنظمه بمثابة الحارس على أمن الكيان اﻷسرائيلي ومصالحه ،أما السلطه فقد تقوم بدور الشرطي لحفظ أمن الكيان وتتولى الشأن الفلسطيني بكبح اننفاضاته ومنع المقاومة والكفاح المسلح مع اﻷستنكار والشجب إذا لزم اﻷمر .
في أيامنا هذه ادركت الصهيونية العالميه ان باستطاعتها فعل ماتريد في كيانها على ارض فلسطين فالدول للعربيه تستنزف قواتها في حروبها ضد بعضها من جهه وضد اﻷرهاب من جهة أخرى وخاصة تنظيم داعش الذي صنعته الصهيونية اﻷمريكيه كما صنعت من قبله تنظيم القاعده والذي اتهمته مباشرة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر مع الزعيم الشهيد صدام حسين للقضاء عليهم واﻷستيﻻء على خيرات العراق والخليج العربي ثمنا ﻷسقاط نظام صدام حسين والذي كان حجر العثره في طريق تحقيق أحﻻم الكيان اﻷسرائيلي ،وهم أي القاعده وصدام لم يكن لهم أي عﻻقه في ضرب وسقوط البرجين التجاريين في وسط نيويورك العاصمة التجاريه ﻷمريكا وهذا ماجاء في إعﻻن البنتاجون عام ٢٠٠٤ بأنه قد ثبت ان ﻻعﻻقه للقاعده بأحداث الحادي عشر من سبتمبر كما ثبت ان العراق ﻻ يملك اسلحة دمار شامل ،ومن لم يشترك في الحروب من الدول العربيه يحارب عصابات اﻷرهاب على أرضه .
ادرك الكيان اﻷسرائيلي ان الفرصه اصبحت متاحه ليفرغ بعض الحلقات المتبقيه من خطط التهويد للقدس أوﻻ وباقي اﻷراضي الفلسطينيه ثانيا بعد ان أصبحت آمنه من جانب الدول العربيه جميعها وأصبح الفلسطينيون شبه كونتانات داخل المستعمرات اليهوديه في الضفة الغربيه وخاصة القدس وكانت اقتحامات وتدنيس المسجد اﻷقصى المتتاليه مقدمة ﻷكمال مخطط التهويد ومع استذكار مقولة جولدامائير إتخذ الكيان اﻷسرائيلي قراره بمنع اﻵذان عبر مكبرات الصوت بكل مافي هذا القرار من غطرسة وخرق للقوانين والمواثيق الدوليه وبكل معاني اىعنصريه والتشدد الديني اليهودي ضاربة بعرض الحائط قرار اﻷمم المتحده بأن المسجد اﻷقصى وما تحته إسﻻمي وليس لليهود عﻻقة به ،وفعﻻ مر قرار منع اﻷذان وكأن شيئا لم يكن باستثناء اﻷستنكار والشجب وكان الرد الفعلي من الشعب الفلسطيني وخاصة أهل القدس بأن اﻷدان لن يسكت وان الله أكبر ستبقى عالية تصدح لتصم آذان الكارهين والحاقدين الصهاينه وتحولت كل أسطح البيوت الظقدسيه الى مآزن ترفع صوت الله أكبر .
في نفس العاصفه وانتهازا لما يحدث على اﻷرض العربيه من حروب ودمار واستعراض للقوة من بعض اﻷنظمة العربيه والعالمية سواء تركيا وإيران أو أمريكا وروسيا ومن في فلكهم من دول أوروبيه اتخذ الكيان اﻷسرائيلي قراره بتوسيع المستوطنات حول القدس وبناء ٥٠٠ ةحدة استيطانية جديده وفي ظل كل هذه المعطيات المشجعة له ظهر المكر اليهودي من جديد في هذه المرحلة الحرجه لتنفيذ بعض ماتبقة من مخططه بتهويد ماتبقى من اﻷراضي الفلسطينية المجتله وبناء المسطونات فقام بإشعال النيران على مشارف القدس وحيفا وتل الربيع وفي مرج بن عامر وشماله حيث الغابات على الحدود اللبنانيه وقد ساعد الله بحكمته ان تصل هذه النيران الى عمق لم يكن في حسابهم ،ان النيران التي تم اشعالها في مستعمرات وحولها وهي التي أقيمت على انقاض قرى فلسطينيه تم تدميرها واﻷستيﻻء عليها اثناء نكبة ١٩٤٨ وذلك لتدمير ومحو كل ماله عﻻقه باﻷسﻻم والمسيحيه وﻷهلها الفلسطينيين سواء شجر أو حجر لتوضع بعدها آثار ومﻻمح يهوديه أما اﻷحراش التي اشعلت فيها النيران فهي شمال فلسطين ﻷن الكيان اﻷسرائيلي أصبح بحاجة الى المزيد من اﻷرض ﻷقامة مستوطنات جديده عليها وليبقى اﻷفق مكشوفا مع لبنان وخاصة مع انشغال حزب الله بالحرب غي سوريا ،ومما شجع الصهاينة على هذه اﻷفعال فوز دونالد ترامب الرئيس اﻷمريكي الجديد والذي وعدهم بنقل السفارة اﻷمريكيه الى الس وإطﻻق يد الكيان اﻷسرائيلي في بناء المستوطنات وهو مالم يتعهد به رئيس أمريكي سابق .
من الدهاء اليهودي وماعرف عنهم من كذب وتزوير للحقائق وكعادته ان يظهر النتنتياهو كالضحيه وهو اليميني العنصري المتطرف ومحترف الكذب والتضليل ان الحرائق بفعل الفلسطينيين وتم اعتقال عدد من الشباب الفلسطيني على خلفية اشعال الحرائق وذلك ﻷثارة العواطف اليهودية والصهيونيه وكسب التعاطف الدولي وخاصة انه طلب المساعده ايضا من عدة دول للمساعده في إطفاء الحرائق علما بأن جيش الكيان اﻷسرائيلي لم يحرك ساكنا تجاه الحرائق وهو الذي يملك أحدث الطائرات وآليات ومعدات إطفاء الحريق وله تجارب كثيره في هذا المجال وخاصة حريق الكرمل ٢٠١٠ التي التهمت نيرانه ٢٥ ألف دونم من اﻷراضي التي أقيمت عليها المستعمرات بعد ذلك ،والمعروف عن اليهود هم أهل الحرائق ومن يشعلها دائما منذ ماقبل النكبة حتى يومنا هذا في مزارع وحقول وبيوت الفلسطينيين حتى البشر لم ينجو من حرائقهم والطفل المقدسي محمد ابو خضر دليل واضح على حقدهم حيث اسقوه البنزين ثم سكبوه عليه وحرقوه وهو حيا بعد التعذيب وهذه هي وحشيتهم ،أما الفلسطينيين فليس من طبعهم اشعال الحرائق وليس باستطاعتهم اشعال هذا الكم من الحرائق في وقت واحد دون ضبطهم سواء من الجيش أو الشرطه أو حراس الغابات أو المستوطنين وخاصة إذا علمنا ان الحرائق شملت ٢٢٧ موقع ضمت ٤٥٦ قرية فلسطينيه مدمره على مساحة ٤١ ألف دونم من اﻷراضي الفلسطينيه المحتله وبهذه الحرائق تفقد اﻷرض كل معالما العربيه والدينيه وهل يعقل ان يحرق الفلسطيني أرضه وآثاره وتاريخه .
وكما برأوا القاعده من أحداث البرجين ،وكما برأوا الشهيد صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل ،ستكشف اﻷيام براءة الشعب الفلسطيني من اشعال هذه الحرائق ،ولكن ستبقى النيران تحرق قلوب الصهاينه مادام على وجه اﻷرض اسم فلسطين وما دام يرفع في الفضاء اﻵذان و الله أكبر.
ربما تحتوي الصورة على: نار، ليل ونص