“ضرب العريس”.. تراث تركي لحماية الزوجة
رغم من مرور سنوات طويلة، وشيوع مراسم الزفاف الحديثة، إلا أنَ كثيرا من الشباب الأتراك ما زالوا يواصلون احتفالاتهم بعرس أصدقائهم على عاداتهم الخاصة، التي يندر رؤية مثيل لها حول العالم.
ومن هذه العادات “ضرب العريس”، فبعد انتهاء مراسم الزفاف، وذهاب العروسين إلى بيت الزوجية، يقف أصدقاء العريس الذكور في الخارج أمام البيت، وفي أيديهم الأواني، يقرعون عليها مع ترنم بعض الألحان مطالبين خروج العريس إليهم.
وفي بلدة صاندقلي بولاية أفيون قره حصار غربي تركيا، تجمع أصدقاء العريس “نيازي سيفري قايا” المُنتهي حفل زفافه قبل ساعات، أمام بيته، ينادون عليه ليخرج إليهم.
التقطت عدسة “الأناضول” صور أصدقاء سيفري قايا وهم يلبسونه ملابس نسائية، وينظمون له الاختبارات (المكائد) الواجب عليه اجتيازها كي يظفر بعروسته.
في البداية، نشر الأصدقاء كميات من القمامة في أماكن مختلفة في الشارع، وطالبوه بجمعها ووضعها في الصندوق المخصص. ودون تردد او اعتراض، نفذ العريس المطلوب، وجمع القمامة، في جو ارتفعت فيه أصوات الضحكات و الصرخات الهستيرية.
وعقب هذه المهمة، فرش العريس سيفري قايا سجادة على الأرض، وشرع في طهي طبق من البيض بعد كسرها في رأسه، كما طلب منه أصدقاؤه.
وبعد طهي البيض، حلت فقرة الرقص بالملابس النسائية، حيث شرع العريس في الرقص على أنغام الدفوف الشعبية، تلى ذلك هجمة من الأصدقاء، أطعموه فيها حلوى (بقلاوة) محشية بالفلفل الحار.
من جانبه، قال قادر مانغل، صديق العريس، “ما نفعله من احتفالات جزء من تراث مجتمعنا، ولا نفكر في التفريط فيه”.
وأضاف، “ننفذ هذه الممازحات على كافة الأصدقاء عقب حفلات زفافهم، ولم نصادف من قبل رفض أو امتعاض أحد الشباب منها”.
لكنه أردف، “تختلف كثافة وصعوبة الاختبارات من شخصا لآخر، حسب سلوكه وشخصيته”، مشيرا أنهم أشفقوا على سيفري قايا ولم يطيلوا من الفقرات الصعبة؛ كونه إنسان مُنسجم ومتواضع.
وفي نهاية الاحتفال، تجمع الأصدقاء في حلقات وطلبوا من العريس أن يتجنب التصرف بمثل هذه التصرفات تجاه زوجته طوال حياتهما، ثم تلوا جميعا بعض الأدعية متمنين لهم دوام السعادة والاستقرار.
وتنتشر في معظم مدن الأناضول بتركيا، عادات واحتفالات متنوعة في حفل الزفاف وعقبه، بعضها فكاهية مثيرة والبعض الآخر غريبة.