رقيب نيوز – وكالات
أصدر مرصد أكيد المتخصص في تتبع مصداقية الاعلام الاردني تقريرا عن تغطية المواقع والمحطات الاخبارية الخاصة والعالمية لحادثة البحر الميت. مخالفات-الصحافة-في-موضوع-البحر-الميت-
واشار التقرير إلى ان هناك مخالفات مهنية كثيرة جدا وقعت فيها وسائل الاعلام المختلفة من حيث ” نشر صور ناجين، وهم في لحظات فزع، ونشر أسماء وصور الضحايا ومقابلة ذويهم ما يعدّ خرقاً للخصوصية وتجاوزاً لمهام الصحافي، وبين إدراج فيديوهات مصوّرة في منطقة بسكرة في الجزائر وليس في البحر الميت كما أشيع”.
وتاليا نص التقرير :
حفِلت التغطية الإعلامية لحادثة منطقة البحر الميت التي قضى فيها طلبة ومواطنون وأصيب بعضهم وفُقِد البعض الآخر جرّاء السيول المتشكّلة من تساقط الأمطار الغزير، بالكثير من الأخطاء الإعلامية التي راوحت بين نشر صور ناجين، وهم في لحظات فزع، ونشر أسماء وصور الضحايا ومقابلة ذويهم ما يعدّ خرقاً للخصوصية وتجاوزاً لمهام الصحافي، وبين إدراج فيديوهات مصوّرة في منطقة بسكرة في الجزائر وليس في البحر الميت كما أشيع.
الرصد الذي أجراه “أكيد”، أظهر ما يزيد على 142 مادة صحافية كُتِبت حول الحادثة حتى اللحظة، تندرج تحت بند الأخبار والمتابعات الخبرية، غير أن جلّها لم يلتزم المعايير التي تقتضيها المهنية، فكانت هناك عناوين تحمل طابع الإثارة من قبيل “فيديو اللحظات الأولى لغرق طلاب المدرسة في البحر الميت” و”اللحظات الأولى حادثة البحر الميت .. شاب اختفى بعد أن جرفته المياه” و”فيديو يُبكي الحجر لأب فقد ابنه في رحلة الموت” و”شاهدوا بداية حادثة زرقاء ماعين البحر الميت فيديو +18″ و”شاهدوا رد فعل عائلة إحدى الطالبات العائدات من الموت” و”حلقة مفقودة في حادثة البحر الميت”.
واحدة من المخالفات الأبرز في التغطية الإعلامية للحادثة كانت نشر أسماء الضحايا وتشخيص حالاتهم الطبية، والتي لطالما جرى التنويه إليها؛ إذ ليس مناطاً بالإعلامي أداء دور الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن الوفيات.
المدرسة وإدارتها كانتا محور عدد من المواد الصحافية التي اختارت هذه الثيمة في العنوان؛ لمزيد من الإثارة، من قبيل “أهالي طلاب البحر الميت يهدّدون بهدم المدرسة – صور” و”شاهد بالصور – قوات أمنية تطوّق مدرسة فيكتوريا بخلدا”.
وصول رئيس الوزراء د. عمر الرزاز ووزير الصحة د. غازي الزبن ووزير التربية د. عزمي محافظة لموقع الحادثة حظي بتغطيات مكثفة، لا سيما الرزاز الذي أدرجت له المواقع صوراً شتى من موقع الحادثة مع مقتطفات مقتضبة من تصريحاته وتغريداته عبر “تويتر”، لكن بعضها اختار مصطلحات استباقية من قبيل “أقسى العقوبات”، وتحديداً ما يتعلق بجزئية تغيير المدرسة مسار الرحلة التي كانت مزمعة نحو الأزرق وليس البحر الميت، كما تُظهر الكتب الرسمية المسرّبة، التي تناقلها الإعلام على نطاق واسع. في مقابل ذلك، كان حضور التصريح الرسمي للناطق باسم الحكومة جمانة غنيمات خافتاً ولم يحظَ بالتداول الكافي.
واختارت الصحف اليومية تغطية أكثر مهنية من المواقع الإلكترونية، فجنحت نحو الشمولية في التغطية، وفي مرات الطابع الرسمي من قبيل تنكيس سارية العلم الأردني في الديوان الملكي وإصابات كوادر الأمن العام.
وتواجدت كاميرات قنوات تلفزيونية في أروقة مستشفى الشونة الجنوبية والمدرسة في عمّان، لكنها لم تلتفت لنقلها مشاهد الناجين وذويهم وصورهم بشكل يخترق الخصوصية في مرات، وكانت هناك مخالفة نبّه إليها مرصد “أكيد” مراراً وهي مقابلة ذوي الضحايا التي لا تشكّل قيمة مهنية مضافة.
مشاركة الجانب الإسرائيلي في عمليات الإنقاذ كانت حاضرة أيضاً عبر المواقع الإلكترونية، كما شهدت جدلاً بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً في أعقاب الخبر الذي أوردته وكالة “رويترز” والتصريح الذي أدلى به المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر صفحته على موقع “فيسبوك”.
وكان مرصد “أكيد” قد اقترح عدداً من الممارسات المهنية في تغطية حوادث من هذا القبيل.