“بوتين” يأمر بخروج المعارضة المسلحة من حلب بذخيرتها.. والأخيرة ترفض.. و”الأسد” يكشف السبب
ماضيًا في طريقة، الأسد يخطو خطواته الثابته في آتون الحرب السورية بفضل الدب الروسي، الأخير يأمر والأول يهلل، هكذا أصبح الأمر إذًا. الحرب أصبحت مختزلة في حلب، منها سيكون النصر، ومنها ايضًا تكون الهزيمة.
اليوم، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ببدء هدنة انسانية في حلب، لمدة 10 ساعات يوم الجمعة القادم، الرابع من نوفمبر من الساعة 9:00 إلى الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي للمدينة الخالدة المروية أرضها بالدماء.
وتهدف الهدنة المزمع بدأها خلال يومين من تحقيق حاجة في نفس الرئيسين الروسي والسوري، وهي خروج قوات المعارضة من حلب، أو الجماعات المسلحة او الإرهابية، سمها كما شئت، وهو أمر بعيد المنال، فهم لن يخرجوا بتلك البساطة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن هناك إمكانية الخروج بأمان لعناصر المعارضة المسلحة من المدينة حتي دون ترك أسلحتهم، من ممرين محددين، كما خصصت 6 ممرات أخري للمرضى والجرحى من المدنيين، مضيفة ان رغبة بوتين هي “تجنب سقوط ضحايا بلا جدوي”، مشيرةً أن الممرين المخصصين للمسلحين أحدهم يؤدي إلى الحدود التركية والآخر يؤدي إلى مدينة إدلب.
بعض فصائل المعارضة ترفض الخروج الآمن
في أول ردود الأفعال علي أوامر بوتين، كان رد الجيش السوري الحر، أكد العميد الركن أحمد بري، رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر في حديث مع قناة “الحدث”، أن الحر سيرفض هذه الهدنة، مؤكداً أنه لن يخلي حلب.
كما رفضت فصائل المعارضة الدعو، واصفة اياها بأنها “مراوغة للاستهلاك الإعلامي”، وحسب ياسر اليوسف، المتحدث باسم جماعة نور الدين زنكي، فإن روسيا “ليست جادة”، مضيفا أن تصريحات القادة الروس لا تعكس الواقع على الأرض.
واتهم نائب قائد تجمع فاستقم، أحد أكبر الفصائل المقاتلة في حلب، ملحم العكيدي، الروس بالكذب، قائلا إن “غارات الروس وجرائمهم مستمرة وطائراتهم لم تغادر سماء حلب”.
ولكن لماذا ترفض المعارضة المسلحة الخروح من حلب؟
رغم الخسائر الفادحة التي تتعرض لها الجماعات المسلحة المعتبرة “ارهابية” فإنها ترفض الخروج من حلب، والسبب في ذلك كشفه الرئيس السوري بشار الأسد بنفسه في حوار له مع صحيفة روسية مؤخرًا بقوله ن المنظور الاستراتيجي والعسكري فإن ذلك لا يعزل النصرة:” إن حلب كمدينة كبيرة ستشكل منطلقاً للتحرك إلى مناطق أخرى وتحريرها من الإرهابيين، هنا تكمن أهمية حلب الآن”.
بما يعني أن المعارضة المسلحة تعي جيدًا أنها لن تكون النهاية وأنها بداية النهاية بالنسبة لهم، وبالتالي ستخسر مصدر تمويل رئيسي لها عن طريق الحدود التركية، ومصدر ضغط كبير علي الأسد وعلي القوي الدولية، لتخرج إلي المجهول، الخروج الآمن يعني بالنسبة لهم هزيمة ساحقة، كما أنه سيقلل من الروح المعنوية لدي المتقاتلين.
المدنيون يحتاجون لأكثر من وعود
وعن خروج المدنيين والجرحي من حلب فإن هناك أزمة اخري تواجههم، إذ حدد المسلحين مبلغ 150 ألف ليرة كـ “قسيمة الخروج” من أحياء المدينة الشرقية.
وحسب شريط فيديو التقط داخل أحد أحياء حلب، أظهر نسخ من بيان صدر عن المجلس العسكري لـ”جيش الفتح” يتحدث عن السماح للمواطنين تحت 14 سنة وفوق 55 سنة بالخروج من أحياء المدينة، على أن يدفع كل من يرغب في الخروج مبلغ قدره 150 ألف ليرة لصالح إخوانهم على جبهات القتال.
وهو ما دانته الامم المتحدة، واتهم ستيفان ديوجاريك المتحدث بإسم أمين عام الأمم المتحدة، المعارضة المسلحة في سوريا بخرق القانون الإنساني!! .. وفي الحقيقة لا نعرف كيف تدان المعارضة بمخالفة قانون هي أصلا لا تعترف به، وأيضًا من جهة لا تعترف بهم من الأساس.