الدواعش يوظفون الدين لمآربهم الدنيوية
الدواعش يوظفون الدين لمآربهم الدنيوية
مما لا شك فيه أن الإنسان لا يمتلك درجات الكمال المطلق في كيفية التعامل مع مجريات الأحداث التي تقع من حوله و التي قد تكون خارج إرادته و لا تخرج عن الإطار المألوف و المتعارف عليه بين المجتمعات الإنسانية فهي تبقى في دائرة مغلقة و يصعب اختراقها فمهما أُوتي من إمكانيات هائلة فستبقى عليه عصيةً لأنها من اختصاصات قوة كبيرة تفوق قدرته المحدودة فمهما حاول و سعى فإنه لا يحصد غير الخيبة و الخسران فقضية مجاراة مقدسات المسلمين تُعد من القضايا المهمة ومن الصروح الشامخة التي يعجز تغير موازينها فهي من إبداعات السماء ولها الدور الكبير في رسم خارطة حياة البشرية جمعاء و غير للمجاراة و التجزئة و التقسيم مهما كتبت الأقلام المأجورة و حرفته الأيادي الآثمة فأن معلمها يبقى واضحاً شاخصاً أمام عيون الناظرين رغم المحاولات اليائسة من أعدائها المنافقين فتلك المقدسات ومع كل الأسف باتت تواجه هجمة شرسة سواء بالأمس أو اليوم و الأدهى و الأمر أن المسلمين يقفون صامتين دون أن يحركوا ساكناً تجاه ما يتعرض له إرثهم السماوي المقدس على أيدي التنظيمات الإرهابية أمثال داعش و غيرهم من شواذ الأرض فمنذ أن بني المسجد الحرام كان و لا يزال قبلةً للمسلمين في أداء فروضهم العبادية لكنها إذا تعارضت مع مشاريع و مصالح المغترين بزخارف الدنيا و الساعين إلى حماية عروشهم فهم لن يتوانوا من توظيف الدين لمآربهم الدنيوية واستمرارية و ديمومة عروشهم التي توارثوها جيلاً بعد جيل خلافاً لما أقرته التشريعات الإسلامية فبالأمس عندما وصل الصراع المحتدم إلى ذورته و أصبح يشكل خطراً على الحاكم الأموي بسبب ما صدر من تصريحات و أخبار تكشف حقيقة ماضي الخليفة الأموي و التي تناقلتها الألسن كالنار في الهشيم بالأمصار و المدن الإسلامية و التي كان يطلقها الخليفة الزبيري في مكة و كشفه لتاريخ الأمويين فقد بدأ الخوف يدب في قلب الحاكم الشامي و يزلزل أركان دولته و تزايد خشيته من تعاظم سلطان الخليفة المكي و ميل الناس إليه هنا بدأت المؤامرات الأموية تُحاك خلف الكواليس ضد ديننا الحنيف فبنى الحاكم الأموي مسجداً و صخرةً في الشام على غرار ما موجود في المسجد الأقصى و قبة الصخرة و انفق عليها الأموال الطائلة و سخر الأقلام المأجورة لتوجه الناس للحج و العمرة في الشام بدلاً من الكعبة وكما نقله اليعقوبي في تاريخه و النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة وقد منع الناس من أداء الحج و العمرة بالكعبة المشرفة طبقاً لما أقرته أحكام و تشريعات السماء و بذلك وظف هؤلاء الحكام الدين لمآربهم الشخصية و مشاريعهم الدنيوية التي أضرت كثيراً بالإسلام و المسلمين و اليوم يوظف الدين في خداع و التغرير بالناس فيذهبون إلى الموت بحجج واهية و بدع و شبهات إسرائيلية وكما يحصل من تفجير المغرر بهم لأنفسهم بين الأبرياء و الفقراء في المساجد و الأسواق و الساحات و التكيات وكما يقول أحد الباحثين الاسلامين :(( هل نجعل الناس تلغي العقل والفكر والتفكير كما يفعلون الآن بالمغرر بهم بالجهال، ويسوقون هؤلاء إلى الموت عندما يفجرون أنفسهم بين الأبرياء في الأسواق، في المساجد، في الحسينيات، في التكايا، في المواقف، في المناسبات؟ هل هذا هو الإسلام؟ إذًا مبتدعة وأصل البدعة عندهم، ويتهمون الآخرين بالبدعة، أصل التجسيم والتشبيه التافه البشع عندهم ويتهمون الآخرين بالتجسيم وبالمجسمة ويكفرون الآخرين، أصل الجهل والغباء والبلادة عندهم ويتهمون الآخرين بالجهل )) .
بقلم // الكاتب العراقي حسن حمزة العبيدي
Hsna14496@gmail.com