عمر الرزاز… ومقاومة التغيير!- بقلم الدكتور محمد أبوعمارة
دوماً وحينما يطرح أي فكر جديد، أو أي اختراع جديد، تجد هناك من يتصدر لمقاومته ومحاربته وإيجاد المبررات لإفشاله لا لشيء إلا لمقاومة التغيير وحب البقاء على القديم على قدمه كون هؤلاء قد اعتادوا عليه، أو أن مصالحهم ستضرر بهذا الطرح الجديد وتجارتهم قد تبور، وهذا ما حصل مع سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام عندما بدأ برسالة الاسلام، فمعظم من حاربوه كانوا مقتنعين تماماً بفكره وكلامه ورسالته إلا أن رفضهم للتغيير وضيق أفقهم هو ما دعاهم لإنكار رسالته ودينه، وكذلك ما حصل مع معظم العلماء والمخترعين والمجددين على مر العصور… والشهد في أيامنا هذه أنه عند طرح منهاج جديد على سبيل المثال فتجد العديد يرفضه قبل الإطلاع عليه وعلى محتوياته وأهدافه وأساليب تدريسه ورسالته… يرفضه لمجرد رفضه للتغيير فالبعض اعتاد على المنهاج القديم ويرفض أن يبذل جهداً في تحضيره أو إعداده… أو تحضير أسئلة متوقعه عليه وكذا تسير معظم الأمور إلى أن يثبت وفي كثير من الأحيان نجاح هذا الجديد فيقف هؤلاء الرافضين له في البداية مع فريق المصقفين والهاتفين له!! وهذا ينطبق على ما يحصل الآن على قرارات وزارة التربية والتعليم الجديده بتخفيف عبء التوجيهي وذلك من تحويل مفهوم النجاح من النجاح بمادة واحدة إلى النجاح بمجموع العلامات وهو نظام متبع في معظم دول العالم وأثبت نجاحه بعد مرور عقود على استخدامه، لطالما نادى المنددون بالقرارات الجديدة بضرورة التخلص من شبح التوجيهي، والظلم الشديد الواقع على الطلبة جراء عدم العدالة بنظام الامتحانات وطريقتها وأوقاتها والترهيب المبالغ فيه الموجود فيها، ولطالما تم الاعتراض على أن يحدد امتحان واحد حياة ومستقبل طالب أو فرد، ولعلّ التباهي بإرتفاع نسب الرسوب بين طلبة التوجيهي والافتخار به كان له أكبر الضرر بسمعة الشهادة الأردنية أولاً، وانعكس ذلك على الشارع لترى انتشار المخدرات والجرائم بأشكالها وأنواعها بل والأخطر والأكثر إزعاجاً هو الخبر الذي أذيع أن الأردن يشكل رافداً كبيراً للجهات المتطرفة وخاصة “داعش” !!! وهذا الخبر هز الكيان الأردني وفاجئ كل مواطن يحب تراب وطنه! أولا يوجد رابط بين ارتفاع نسب الرسوب وبين هذه الإحصائية فمن سيذهب للتطرف والانحراف؟! هل هو الشاب الناجح الذي له هدف بالحياة يسعى لتحقيقه من خلال دراسته الجامعية بعد أن نجح بالثانوية العامة واختار تخصصاً يحبه ليكمل به حياته أم هو ذلك الراسب عدة مرات في الثانوية العامة والذي ينظر المجتمع إليه نظرة الفاشل ويسمع كلمة فاشل من كل من يراه سواء باللفظ أو بلغة العيون أو بالأداء وحتى من الجدران؟! هل يعقل أن ما يزيد عن (75%) من طلبة الأردن يرسبون ولعدة مرات في الثانوية العامة !! الطالب الأردني الأذكى والأكثر إبداعاً على مر السنوات ماذا حصل له؟! وكم من تربوي وضع أنظمة وحلول مقترحة لحل مشكلة التوجيهي، وكان مصيرها ادراج المكاتب المنسية، وعندما جاء الوزير الحالي بمقترح منطقي مجرّب في معظم دول العالم وطرحه بطريقة متسلسله منطقية عادلة نجد أن هناك أصوات عديدة تحارب المقترح وتستخف به وأنا على يقين بأن معظم هؤلاء لم يقرأو حتى المقترح أبداً، فوزير يسعى لتهدئة الشارع وليس لتأزيمه ولحل المشاكل مع جميع القطاعات والاتجاهات وليس لتعقيدها وبرغم قصر مدة الوزارة الحالية إلاّ أن الوزير الحالي فتح قنوات الحوار مع القطاعات في حين أنه قد تم إغلاقها سابقاً. وزارة تقوم بعمل تسويات لجميع القضايا المرفوعة على وزارة التربية والتعليم وعددها يقترب من الألف مع العلم أن الوزارات السابقة هي من قام بعمل هذه القضايا وهذه الخصومات، وأنا أتكلم من الميدان ولست مِن عالم آخر، ويتقاطع معي بالرأي معظم المتخصصون في عالم التربية، وهذه دعوة لجميع الأخوة إلى دراسة المقترحات الحديثة ومناقشتها لأن الوزارة الحالية تفتح باب النقاش للجميع حسبما أرى وعدم التسرع في اصدار الأحكام أو المقارنات، والقادم بإذن الله أجمل والمرحلة القادمة بحاجة لتكاتف الجميع لأن مستقبل أبنائنا أمانة في اعناقنا، وتطوير المناهج ومواكبة الحداثة متطلب رئيسي لا يمكن اغفال العين عنه.